لن يصبح طياراً ولا رساماً.. "غسان" طفل فلسطيني أصاب جندي إسرائيلي جسده وحلمه في مقتل

"خفيف الظل" وصاحب ضحكة جميلة.. هكذا تصف والدة الطفل غسان زهران نجلها، الذي قتل في قرية دير أبومشعل شمال رام الله. رحل غسان وترك وراءه عائلة ثكلى، وذكرى أبدية مغروسة بالألم والاشتياق.

تقول سلام زهران والدة الشهيد غسان زهران: إن غسان كان مثل النسمة خفيف الروح والظل، وكان يُعد لي القهوة في الصباح ويساعدني بكل ما أطلبه منه، ويعتني بأخيه الصغير، وفق موقع صحيفة "وطن".

وتضيف سلام، بأن "غسان ليس رقماً وإنما هو طفل مميز، كان يحب الرسم والقراءة، ذهب غسان مع أصدقائه فأصيب برصاصة متفجرة في بطنه فعاد شهيداً".

وبدوره قال والد "غسان" غريب زهران: إن غسان كان طفلاً هادئاً، جاء للحياة وذهب ونحن لم نشعر بأي أذى منه، مشيراً إلى أن استشهاد غسان كان صدمة للعائلة لكن ذلك قدر الله.

غسان ابن الـ13 ربيعاً، كان يحلم بأن يكون طياراً، أو أن يصبح رساماً عالمياً، لكن رصاص جندي حاقد، أصابه وأصاب حلمه في مقتل.

تحدثت جدة "غسان" هادية ربايعة قائلة: "إن غسان محبوب من الجميع وخفيف الظل ومحب للحياة، وكان يأتي لمنزلي يساعدني في جميع احتياجاتي، لكن الله اصطفاه عن الجميع ليكون شهيداً".

ونوهت عمة "غسان" خديجة زهران، إلى أن غسان هو نسخة مصغرة عن والده، وهو طفل صغير، وكان وما زال جزءاً من حياتنا، لن ننساه وسيبقى محفوراً في ذاكرتنا للأبد.

غسان واحد من قائمة طويلة من آلاف الأطفال الذين لقوا حتفهم في الضفة وقطاع غزة منذ السابع من أكتوبر. لقد أباد الجيش الإسرائيلي أجسادهم وأحلامهم وطفولتهم، إما قنصا أو قصفا بأطنان من القنابل أو جوعا وعطشا وحرمانا من العلاج.

وتشن إسرائيل هجوما جويا وبريا على غزة منذ أكتوبر الماضي، وتعهدت بتدمير حماس (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى) بعد أن شن مسلحون من الحركة في السابع من أكتوبر 2023 هجوما أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص، أغلبهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.

فيما أدت العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، إلى مقتل أكثر من 38 ألف شخص في القطاع، أغلبهم نساء وأطفال، وفقا للسلطات الصحية في غزة وتُجرى حاليا مفاوضات لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين.